قال الله سبحانه تعالى في كتابة العزيز "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ".. قال د. محمد سمير عطا أحد العلماء الباحثين في المجال الأثري أن هذه الآية اختص بها الله فرعون الذي بطش في الأرض، مشيراً إلى أن المولى أنزلها لحفظ جسد فرعون من الزوال ليكون آية وموعظة لمن بعده من الخلق أجمعين.
ونحن هنا أمام حالة مماثلة شبيهة ببطش فرعون الجبار في الأرض، فجاء سكان مدينة "بومبي Pompeii" الإيطالية الواقعة بالقرب من خليج نابلس الإيطالية، حيث أن سكانها وعددهم 20.000 نسمة عام 79 ميلادية جاءوا بأبشع الجرائم الانسانية في حق أنفسهم والمجتمع.
اثبت الباحثون والعلماء أن سكان هذه المدينة كانوا يقومون بممارسة الجنس الجماعي أمام الأطفال والمارة في الشوارع دون استحياء، وقد أنذرهم الله بالزلازل والهزات الأرضية العنيفة حتى يتعظوا ولكنهم عاندوا فزاد الله عذابهم بالخسف، وجعلهم عبرة أمام الجميع ليوم القيامة.
لم يتعظ سكان بومبي من الزلزال الذي دمر مدينتهم قبل خسفها بـ17 عاماً، وقام الامبراطور الروماني نيرون باصدار قراراً لسكان المدينة بضرورة إخلائها فوراً، نظراً لتوهج العلامات الدالة على قرب إنفجار البركان.
وتبينت العلامات الدالة على ثورة البركان قبل الانفجار المدوي بأيام، فحدثت عدة هزات أرضية، وجفت بعدها الآبار وتوقفت العيون المائية وصارت الكلاب تنبح نباحا حزينا بينما صمتت الطيور تماماً.
تجاهل السكان هذة العلامات حتى أتاهم حتفهم وهم منشغلون بالتجارة واللهو، وممارسة البغاء علناً أمام الجميع في مشهد أفسدوا فيه الطبيعة الربانية، وشوِّه صورة الإنسانية.
وجاءت ساعة الغضب الإلهي الكبرى عليهم في منتصف النهار من يوم 24-8-79 سمع السكان ضجة كبيرة، أسفرت عن إنفلاق الصخور، وإندلاع ألسنة اللهب وتصاعد الدخان والرماد والغبار والاتربة متجهة صوب السماء لتسقط بعدها بنصف ساعة على رؤوس السكان.
وبعد ساعات وصلت الحمم الملتهبة الزاحفة على الارض الى المدينة فأنهت كل أشكال ومظاهر الحياة فيها ودفنت المدينة تحت ثلاثة أمتار من الحمم والاتربة والغبار.
ونزلت الحمم البركانية والغازات السامة المتصاعدة من البركان على هؤلاء المفسدين في الأرض وعثر على مناطق بها جثث متحجرة، حيث حل الغبار البركانى الذى يعد أسمنت طبيعى محل الخلايا الحية الرطبة وشكل أشكال البشر والحيوانات وقضى عليها الموت متأثرة بالهواء الكبريتى السام.
وكما هو بالشكل فإن الغازات الأسمنتية المتصاعدة طالت من في والمنازل، فمس البلاء من كان في الشوارع وغيرهم من سكان البيوت.
وعثر علماء الآثار على نقوش كثيره ورسوم خليعه تدل على الانتشار الواسع للجنس والشذوذ فى هذه المدينة الفاسدة، كما أثبتوا أن العذاب الإلهي أهلكهم فى هذه المدينة أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية.