إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط !
فى إحدى القرى الريفيه الفقيره ، كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها.
فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل "الخادم" إثنان قهوة من فضلك
واحد منهماعلى الحائط،
فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا ، لكنه دفع ثمن فنجانين ،
وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها :
فنجان قهوة واحد. وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم
على الحائط ، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا ،
فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.
وعلى ما يبدو أن الأمر قد دام طوال النهار.
وفي أحد المرات دخلنا لاحتساء فنجان قهوة ، فدخل شخص يبدو عليه الفقر ،
فقال للنادل : فنجان قهوة من الحائط !
أحضر له النادل فنجان قهوة فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه !
ذهب النادل الى الحائط و أنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ،
ورماها في سلة المهملات.
فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحبون شرب القهوة ولا يملكون ثمنها.
ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم .
ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان ،
فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان يعرف من تبرع به ،
فيحتسيه بكل سرور .
فماذا لو فعلناها فى رغيف خبز أو شربة ماء أو جرعة دواء ؟